بريدك الالكتروني


English

 

الجمعة. أكتوبر. 10, 2008

حواء و آدم » نهاية الأسبوع

أرسل لصديق  

بدون يدين وساقين

"نيكولاس" يتحدى الإعاقة في مؤتمر الاسكندرية

ترجمة وتحرير - آيات الحبال

Image
نيكولاس

" لا أستطيع أن أصافحك باليد..  لكني قد أطلب منك أن تضمنى, نمر أحيانا بأيام حلوة وأخرى سيئة .. لكن عندما يستهزء بنا الناس لا يجب أن نقلق أنفسنا بما يقولون، فالمشكلة ليست في مظهرى لكن المهم هو جوهري, فأنا لست معاقا وحدى لكن كل منا معاق لاحتياجه للحب, قد أكون بلا يدين أو ساقين.. لكنى أحب الحياه، ومؤمن بإرادة الله وبأن النجاح لا حدود له طالما هناك أمل فى الله وقدرته, فالخوف يمكن أن يكون إعاقه كبيره فى حياتنا إذا تمكن منا، فلا تجعله ينال منك وتأكد أن الله معك فى كل وقت وفي كل الأحوال".

بهذه العبارات أبهر "نيك نيكولاس فوجيسيك" الحضور برسائل الأمل والمحبة التى بعثها فى نفوس المعاقين، واستطاع بها أن يحظى باحترام الجميع في مؤتمر " بالإرداة نتحدى الإعاقة " الذى نظمته قرية الأمل للتنمية والتأهيل الاجتماعى للمعاقين بالتعاون مع مكتبة الإسكندريه يوم الخميس الماضي الموافق 9أكتوبر2008 .

 و" نيكولاس " شاب استرالى عمره 24 عاما ولد بدون ذراعين ورجلين، كان يعانى من الاكتئاب فى طفولته لشعوره بالوحده، وإيمانه بأنه ليس هناك شخص يعيش معاناته التي صنعتها طبيعة إعاقته، لذا فقد حاول الانتحار مرارا .. إلا أن أبويه تمكنا من تشجيعه وغرس الأمل بداخله ونجحا في إعادته إلى حب الحياه مرة أخرى والتمسك بها، حيث أكمل تعليمه المدرسى والجامعى حتى حصل على ثلاث شهادات فى الاقتصاد وإدراة الأعمال عام 2003.

مهرجان التحدي

شاهد:
حضر المؤتمر اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية ومجموعة من ممثلي الهيئات والمؤسسات الحكومية المختلفة، بالإضافة الى أعضاء المجلس القومى للأمومه والطفولة والمجلس القومى للمرأه، وعدد كبير من مؤسسات تحدى الإعاقه ونماذج مشرفة من المعاقين الذين مثلوا مصر فى فاعليات دولية، كما حضره ممثلو وزارة الأوقاف والكنيسة الأرثوزكسيه تأكيدا على أن رسالة المحبه والأمل ليست حكرا على ديانه أو شعب أو طائفة بعينها.   

بدأ المؤتمر بكلمه الدكتورة ندى ثابت - رئيس مجلس إدارة قرية الأمل والمرشحه ضمن 1000 سيده لجائزة نوبل للسلام- أكدت فيها على سعيها لتضامن كافة الهيائات لدعم قضية الإعاقة، وتفعيل الاتفاقية الدولية التى وقعت عليها مصر لحقوق المعاقين عام 2006 ، وأشادت بكل ما حققه المعاقون من إنجازات إلى الآن مشيرة إلى آخر انجاز لهم فى دورة الألعاب الأولمبية للمعاقين بكين 2008.

كما أشادت الشيخة حصة خليفة آل سامى - المقرر الخاص المعنى بالإعاقة فى الأمم المتحده - بخطوات مصر فى مجال الإعاقه وبدور المؤسسات الأهلية فى هذا المجال وخاصة قرية الأمل، قائلة أنها عانت الكثير فى مجال الإعاقه منذ تولى منصبها بالأمم المتحده منذ 6 سنوات، إلى أن بدأ الوعي يزداد  فى السنوات الاخيره واختلفت نظرة المجتمع للمعاق عن السابق، ووعدت أنه فى ظل الاتفاقيات الدوليه الخاصه بحقوق المعاقين سيتم إحراز مزيد من التقدم فى مجالات الإعاقه بشكل كبير.

نماذج مضيئة

اهتم الاحتفال بتسليط الضوء على قصص النجاح في مجال تحدي الإعاقه من خلال تكريم ثمان نماذج   لمعاقين تمكنوا من التغلب على إعاقتهم وحققوا نجاحات مشرفة في مجالات مختلفة.

 بدأ التكريم - الذي قامت به قرية الأمل بالتعاون مع مؤسسة تحدي الاعاقة-  بـ "أحمد حكيم ابراهيم " الذى  يعمل خطاطا بالرغم من فقده ذراعيه ورجله اليمنى إثر حادث ترام حدث له وهو فى السابعه من عمره، تلته " شريفه مسعود شحاته" التي تعمل صحفيه رغم فقدها البصر والتي تعد لنيل الدكتوراه فى الصحة النفسية من جامعة عين شمس .

 أيضا كان للإعاقات السمعيه نصيب من التكريم حيث قامت د. ندى ثابت بتكريم "سارة عزت" الفنانه التشكيلية، و"علاء الدين عباس" الموظف بهيئه النقل والركاب بالاسكندريه والمتخصص فى رسم البورتريه رغم أنه فاقد للسمع والنطق .

 كما تم الاحتفال بأبطالنا الحاصلين على ميداليات ذهبية فى بطولة شنغاهاى العالميه للمعاقين ذهنيا، ومنهم "محمد عمرو الصاوى" الحاصل على الميدالية الذهبيه فى كرة السلة، و"يسرا أحمد عبد اللطيف " بطلة السباحه وتنس الطاوله والحاصله على الميدالية الذهبيه فى نفس البطوله .

وفي مجال التفوق العلمى قامت قرية الأمل بتكريم كل من "غاده محمود أحمد" التى تخرجت من المدرسه الألمانيه  والحاصلة على ليسانس الآداب قسم التاريخ من جامعة الاسكندريه بتقدير جيد جدا بالرغم من فقدانها ذراعيها، و"على أحمد خليل" الذي تمكن من الحصول على ليسانس الحقوق رغم إصابتنه بالشلل الدماغى.

نيكولاس.. قصة كفاح

ورغم كل هذه النماذج الانسانية المؤثرة إلا أن الحضوراستحوذ عليهم  التأثر البالغ بكلام وأفعال "نيكولاس" الشاب الاسترالي المعوق الذى حضر إلى مصر لتشجيع كل المعاقين فيها على أن يكتشفوا ما بداخلهم من قوه، ويعملوا على إثبات وجودهم بتمسكهم بالأمل فى الحياة ، والذي أكد على دعمه الكامل لكل المعاقين فى انحاء العالم .

و"نيكولاس"  لم يكتف بالاهتمام بالدراسة فقط  لكنه اهتم أيضا بممارسة أنشطة رياضية واجتماعية مختلفة، فبالإضافة لإجادته للسباحه وركوب الخيل والجولف وكرة القدم , فقد استطاع التغلب على إعاقته حتى أصبح رئيسا لواحده من أكبر المؤسسات الأهلية فى أمريكا التى ترعى الإعاقة وهى  attitudeisaltitude"" ، ورئيسا لشركتين من أكبر الشركات المعنية بمجال الاقتصاد فى استراليا. ويساعد نيكولاس كل صاحب إعاقه من خلال توفير المناخ الصحى والطبي للمعاقين وإمدادهم بالأجهزه التعويضية .

وهو يجوب العالم حاليا سعيا وراء عمل علاقات مع الحكومات والمؤسسات الأهليه في مختلف أنحاء العالم لتغيير نظرة المجتمعات للمعاقين وتفعيل دورهم فى المجتمع، حيث قام بزيارة 19 دولة زار فيها مؤسسات رعاية المعاقين والملاجىء والسجون والمؤسسات المعنية برعاية الأطفال الأيتام، راجيا بذلك نشر الامل فى نفوسهم وتقديم الدعم لهم.

 وقد حضر إلى مصر بدعوه من قرية الأمل له وللاستاذه "ايفت البياض" الاعلاميه المقيمه بأمريكا، والتى أقامت أول برنامج حوارى تضمن قصة حياته وحقق نجاحا كبيرا في المجتمع الأمريكي ، مما دعى   كبرى مؤسسات الاعاقه الامريكيه road of success”  " الى التضامن معه ومساعدته في تحقيق رسالته .

 
           

«

ابحث

«

بحث متقدم